الأنانية والنجاح





بقلم خالد الزيوت


يعتبر البعض أن الأنانية هي مفتاح النجاح في حين يعتبر البعض الآخر أن نكران الذات هو المفتاح الحقيقي للنجاح . ولمزيد من البحث والتحري عن هذا الموضوع فإني أرى أن كلا المفتاحين هما من مفاتيح النجاح فكم من أناني وصولي حقق أهدافه بشكل كامل أو جزئي وبسرعة كبيرة فالأنانية تلتقي مع الوصولية ولا تتعارض معها بل هما وجهان لعملة واحدة فها نحن نرى أن الأناني يتخطى رقاب الآخرين غير آبه بهم وبالضرر الذي يلحقه بهم ليصل إلى هدفه مستلا كل أدوات أو سيوف الأنانية والوصولية تجده يدس أنفه في كل شيء ويبحث عن كل مكسب سواء بشكل منفرد إذا تحقق له ذلك أو مشتركا مع الآخرين على مضض متذمرا من الشراكة طاعنا بشركائه مقللا من شأنهم وشأن عملهم وحضورهم محتقرا مشاركتهم متباكيا على حجم مسؤولياته معظما لدوره وأهميته صغائر أعماله هي انجازات عظيمة يطبل ويهلل لها على كما لو كان من صناع التاريخ ويستصغر عمل الآخرين ويتجاهله ويسعى إلى إطفاء كل فكر يفوقه أو عمل بارز قد يشكل إضاءة للآخرين تجده متملقا متذاكي رغم ذكائه إلا أنك تلمس غباءه حين يتذاكى على الأذكياء تعرفه في لحن القول وتلمس نفاقه بين زلات لسانه يرقص على كل لحن وله ألف لون ولون فالنفاق جزء من تركيبته وشخصيته لا يتأثر بتغير من حوله يتعامل مع كل قادم وجديد بعيون مصلحته أولا عبر أدوات النفاق والتملق والوصولية وعبر ألوانه الكثيرة المعدة من خلال خبراته في عالم الأنانية تراه يصل إلى هدفه بسهولة شعاره الغاية تبرر الوسيلة والغدر هو أسهل الطرق للتخلص من الالتزام تجاه الآخرين


ايجابيات السلبية

بقلم : خالـــد الزيوت
نواجه في حياتنا الكثير من المواقف التي تبدو في ظاهرها سلبية ولكنها بطعم الإيجابية فاللامبالاة تعد سلبية ولكن ماذا لو كانت وسط مجانين ؟ فلا مجال للإيجابية إلا بالسلبية ذاتها حيث تنعكس الأمور فنسير في ظلالها تائهين أو نسير بشكل متوازي حتى لا نلتقي . فإن كنا لا نسير نحو العبثية بالشكل الذي أردنا فالمهم أن نخطو حتى لو كنا نخطو إلى الخلف فالتوقف طويلا غير مجدي حين يسير المركب ونتخلف عنهم فالأولى أن نبادر رغم أن الخطى إلى الخلف تفسر سلبية إلا أنها أقل ضررا  من الوقوف والانتظار تحت مسمى الثبات كما يحلو للكثيرين الذين يدعون الثبات وينتظرون هدوء العواصف بالمناسبة في عالمنا العربي توقفت العديد من الدول العربية ورهنت حياة شعوبها من أجل القضية الفلسطينية ووقفت تنتظر رياح التغيير الدولي وكانت النتيجة الكثير من التنازلات وانحدر سقف المطالب وصرنا نرى عبثية الإنتظار فأين الإيجابية في التوقف أصلا ؟ وأين سلبية الخطى المتراجعة كما يحلو لهم تسميتها ؟ شعوبهم فقيرة وسياراتهم خردة وشعاراتهم مستهلكة ولم تعد مقنعة وتحول هدوؤهم إلى صراخ في البرية حتى رأينا مرشديهم الروحيين ومراجعهم الفكرية تتغير في النهج والطرح لتتحايل على وضعها المعزول , لكنها ستبقى معزولة فالصراخ في البرية سلبية عبثية ولكن أليس الصراخ في الفراغ خير من الصمت؟ ألا يقع في دائرة السلبية التي ترقى لتتفوق على الصمت؟